كان البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد الإسباني ضيف الشرف في حفل اتحاد مدربي الدوري الإنكليزي السنوي، على خلفية الإنجازات التي حققها مع فريقه الأسبق تشيلسي في الفترة ما بين عامي 2004 و2007.
وفي هذه الفترة الوجيزة حقق الـ"بلوز" تحت قيادة "مو" لقب الدوري الإنكليزي مرتين، وكأس رابطة الأندية المحترفة مرتين، وكأس الاتحاد الإنكليزي مرة، علاوةً على كأس الدرع الخيرية مرة.
اتحاد مدربي الدوري قرر تكريم مورينيو لنجاحه في تشيلسي وبشكل خاص لفوزه بكأس الاتحاد عام 2007، وهي أقدم بطولة في كرة القدم في العالم والأكثر اعتباراً في إنكلترا.
وأثناء تواجده في العاصمة البريطانية لندن الأحد، كان لـ"يوروسبورت" حوار حصري مع المدير الفني البالغ من العمر 47 عامًا، جاء نصه كالتالي:
- مديرون فنيون كبار تم تكريمهم هنا من قِبَل اتحاد مدربي الدوري الإنكليزي، منهم أليكس فيرغسون ومات باسبي وبوب بيسلي وآرسين فينغر، ما شعورك أثناء تكريمك اليوم وأنت أصبحت خارج الدوري الإنكليزي؟
- أنا فخور جدًا بهذا لأنني لست إنكليزياً ولم أقضِ هنا سوى 3 أعوام، وأعتقد أن هذا وقت غير كافٍ بالنسبة لأي مدير فني لإثبات قدراته ولتحقيق الإنجازات، لكن الوقت الذي قضيته هنا لم أواجه أي مشاكل. كانت أفضل سنوات في تاريخي التدريبي حتى الآن، رغم أنني لم أحقق دوري أبطال أوروبا أثناء هذه الفترة. في الدوري الإنكليزي تمكن فريقي تشيلسي من حصد اللقب مرتين وهذا صنع تاريخاً جديداً للنادي. عشت لحظات رائعة في هذا البلد العاشق لكرة القدم، لذلك أنا فخور جدًا الآن. مازلت أمتلك بيتًا هنا وعائلتي تحب إنكلترا كثيراً وستظل. أشعر أنني في بلدي.
- ما الذي يعجبك في كرة القدم الإنكليزية وفي الدوري الإنكليزي؟
- الدوري الإنكليزي مسابقة مذهلة، أشعر أنني محظوظ لأنني أتيحت لي الفرصة للعمل في دول كثيرة هي إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا والبرتغال حتى أستطيع أن أقارن بين هذه الدوريات. لكن حقيقةً كرة القدم في إنكلترا هي الأكثر قوة وحماسة. الأجواء هنا لا تشبهها أي أجواء في أي دولة أوروبية. هنا تجد نفسك تحب كرة القدم وتستمع بها أكثر من أي مكان آخر.
- هناك الكثير من المديرين الفنيين متواجدون الآن سيتم تكريمهم لأنهم فازوا ببطولة كأس الاتحاد الإنكليزي التي حققتها عام 2007. هل تشعر أن هذه البطولة تحمل أهمية خاصة؟
- أتذكر أنني عندما كنت طفلاً مجنونًا بكرة القدم. كانت اللعبة وقتها تعني لي بطولتين: الدوري البرتغالي ونهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، كان هذا النهائي المباراة الوحيدة من خارج بلادي التي أتابعها باهتمام. لذلك تمثل هذه البطولة لي الكثير، فهي تعيدني إلى أحلام الطفولة. وعندما فزت بها مع تشيلسي عام 2007 بعد لقبي الدوري المحلي كان شعورًا لا يوصف. لم يتغير شعوري بالبطولة عندما كنت طفلاً وبعدما تقدم بي العمر.
- اتحاد مدربي الدوري يشجع المدربين الشباب ليكونوا مديرين فنيين محترفين، وقد تم تكريم السير بوبي روبسون وأنت عملت معه من قبل، فكيف كانت قيمة هذا التدريب المهني؟
- كنت محظوظًا لأنني حظيت بشرف العمل مع روبسون، ليس لأنه مدير فني عظيم لكن أيضًا لأنه شخص عظيم. أعتقد أن كل من سنحت له الفرصة لمقابلته ولو لدقائق أو من عمل معه يجب أن يشعر أنه إنسان متميز لأنه نال هذا الشرف. تعلمت الكثير منه. أتذكر أنني ذات مرة شعرت بالضيق بعد خسارة مباراة، لكنه قال لي: "لا تحزن لأن في الغرقة المجاورة لنا أشخاص سعداء" أتذكر كل دقيقة عشتها إلى جانبه.
- عملت أيضًا مع الهولندي لويس فان غال في برشلونة، لكن أصبحت لك فيما بعد فلسفة خاصة في التدريب بعيدًا عنه وعن روبسون. متى اخترعت تلك الفلسفة؟
- أعتقد أنه من المهم جدًا لكل مدير فني أن يمتلك شخصيته وفلسفته الخاصة في التدريب، الطريقة التي تريد فريقك أن يلعب بها. الطريقة التي تعتقد أنها الأنسب لقيادته. الطريقة التي تعجبك وتريد أن تدرب لاعبيك عليها كل يوم. كل شيء يجب أن يحمل بصمتك. أن تمتلك عقلية تدريبية فريدة شيء وأن تنسخ عقلية أحد شيء مختلف. في الحالة الأولى بإمكانك أن تتطور وتحدث ثورة في التدريب، وفي الحالة الثانية لن يكون بإمكانك الوصول إلى مطابقة الأصل، لذلك أعتقد أن على كل مدير فني أن يتعلم من أصحاب الخبرة ثم تكون لديه شخصيته بعد ذلك.
- قال أليكس فيرغسون هذا الأسبوع إنه ليست لديه النية للاعتزال رغم أنه يقترب من السبعين عامًا. بالنسبة لك فأنت الآن في السابعة والأربعين، معنى ذلك أن أمامك 23 عاماً أخرى من العمل لو كنت تفكر بنفس الطريقة، فهل لديك النية والدوافع للعمل 23 عامًا آخرين؟
-عندما سمعت هذا التصريح من فيرغسون كنت أضحك ولم أفاجأ به. لديه روح دعابة رائعة وفي نفس الوقت يتحدث بمنطق. إنه شخص رائع. لم يتغير منذ أول مرة رأيته فيها عام 2004. امتلك شعراً أبيض وتجاعيد أكثر لكنه فعلاً لم يتغير. أتمنى أن يستمر لسنوات أخرى وأن تجمعني به مواجهات أكثر، وبالنسبة لي أعتقد أنني سأواصل التدريب حتى الخمسين والستين بنفس الدوافع.
- كيف تجمع لاعبين من كل جنسيات وثقافات العالم على وجهة نظرك وفكرك؟
- عليّ أولاً أن أحترم عقلياتهم وثقافاتهم على اختلافها. ليست مهمتي أن أعلّم كل منهم كيف يلعب كرة القدم، لكن مهمتي أن أعلّمهم جميعًا كيف تكون الكرة الجماعية. الأفراد مهمتهم تكوين فريق وأنا قائد هذا الفريق ولست قائد الأفراد.
- كمدير فني.. كيف يمكنك أن تتقبل الهزيمة؟
- دائمًا أقول إن الهزيمة ليست بداية مرحلة حزينة، لكنها نهاية لمرحلة رائعة، لذلك عندما تأتي الهزيمة عليك أن تفكر بهذا المنطق، إنها ليست البداية لكنها نهاية لانتصارات ولحظات جميلة.
- ماذا تتوقع لمباراتك أمام برشلونة الأسبوع المقبل؟
- إنها مباراة مختلفة بالنسبة لي رغم أنني قابلت برشلونة عندما كنت مديرًا فنيًا لتشيلسي وإنتر ميلان. الاختلاف سببه أن هذه المرة هي مباراة في دوري طويل وليست مباراة حياة أو موت. صحيح أنها مباراة أمام منافس تقليدي وأنها بين صاحبي المركزين الأول والثاني، لكنها أيضًا مباراة ضمن 38 مباراة أخرى في الدوري الإسباني.
